9.05 مليار دولار هي القيمة المتوقعة لسوق التجارة الإلكترونية في مصر خلال العام 2024. تؤكد هذه الإحصاءات الفرص السانحة للراغبين في دخول هذا السوق وإنشاء متاجرهم الإلكترونية، ولكن بالطبع يوجد العديد من الخطوات اللازم تنفيذها لبناء متجر إلكتروني ناجح. في هذا المقال سنقدم لك دليلًا عمليًا يتكون من سبع خطوات، تناقش كل خطوة نقطة أساسية في بناء المتجر، مع مجموعة نصائح عملية في النهاية.
إذا كان متجرك قائمًا في أرض الواقع، فقد لا تحتاج كثيرًا إلى التوقف والتفكير في هذه الجزئية، أما إذا كنت تنشئ متجرك الإلكتروني من الصفر، فالفكرة هي الخطوة الأولى والمؤسِّسة للرحلة. إليك أهم النصائح لاختيار فكرة متجرك:
يحدد نموذج العمل الطريقة التي يعمل بها متجرك، والقيمة التي يضيفها إلى جمهورك، والطريقة التي يحقق بها الأرباح والإيرادات، لذلك فهي خطوة مهمة في تأسيس متجرك الإلكتروني. من أهم التفاصيل التي تحتاج للاهتمام بها في نموذج عمل متجرك:
نموذج العمل: B2B أم B2C؟
يمكننا تقسيم نموذج العمل إلى نوعين أساسيين، يمكن اختيار أحدهما أو الجمع بينهما:
لا تجعل هدفك الدمج بين الاثنين اعتقادًا منك أن ذلك يخلق فرصًا أكبر للربحية، بل حلل كل نموذج والفرص الموجودة به فيما يتعلق بالنمو والربحية وغيرها من العوامل، وفي النهاية خذ قرارك إن كنت ستستهدف أحد النموذجين أو الاثنين معًا.
آلية العمل: تصنيع أم توريد؟
من ناحية أخرى، تفتح التجارة الإلكترونية الباب لآليات عمل مختلفة لاستخدامها، حيث يوجد لدينا النموذج المعتاد، وهو تصنيع المنتجات بنفسك والتحكم في جميع العمليات الخاصة بها، بدءًا من شراء المواد الخام، ومرورًا بجميع عمليات التصنيع، وختامًا إصدار المنتج النهائي وبيعه.
ويوجد لدينا كذلك نموذج آخر يمكن الاعتماد عليه وهو التوريد، يعتمد على أنك لا تشترك في عمليات التصنيع، بل تحصل على المنتجات جاهزة من مصدر أخرى يتولى هو تصنيعها، ويكون دورك الأساسي هو تسويق وبيع المنتجات إلى المستخدمين.
يعتمد اختيار آلية العمل المناسبة على احتياجاتك وما يوافق أولوياتك، فبينما يمنحك نموذج التوريد تكلفة أقل، فإن نموذج التصنيع يعطيك تحكمًا كاملًا في جودة المنتج.
مثلما تحتاج إلى مقر لإنشاء متجرك في أرض الواقع والبيع من خلاله، فأنت أيضًا تحتاج إلى مقر لمتجرك الإلكتروني يدخل إليه العملاء لطلب منتجاتك وشرائها، وهذا المقر يتمثل في المنصة التي تستخدمها لإنشاء المتجر.
لاحظ أنه يوجد العديد من أنواع المنصات؛ لذا لا بد من دراسة كل نوع جيدًا، واختيار النوع الأنسب لخطتك وميزانيتك، فلا يوجد خيار مناسب للجميع، وربما تكون لكل مرحلة من عمر المشروع متطلباتها الخاصة. من أنواع المنصات الأساسية لإنشاء المتاجر الإلكترونية:
يساعد اختيار الموردين المناسبين على توفير احتياجات متجرك من المواد الخام أو المنتجات في الوقت المناسب وبالجودة المطلوبة، ولأن عملية اختيار الموردين تتضمن خطوات عديدة، فيمكن لهذه الخطوات مساعدتك على الاختيار المناسب:
1. التخطيط لاحتياجاتك
يعتمد اختيارك للمورد المناسب على تخطيطك جيدًا لاحتياجات المتجر، ولذلك أنت بحاجة إلى:
2. جمَّع قائمة بالموردين المحتملين
من المهم ألا يقتصر تعاملك مع مورد واحد فقط، وحتى إذا حدث ذلك، فوجود بدائل أخرى يساعدك في أوقات عدة، مثلًا قد تحتاج إلى موارد ولا يقدر موردك الحالي على توفيرها، أو في حالة حدوث خلاف ستكون لديك بدائل متاحة بالفعل تلجأ إليها.
اجمع قائمة بالموردين المحتملين، مع معلومات عن كل مورد، مثلًا نوعية الموارد التي يمكنه تقديمها، وسرعة تسليمها، والتكلفة، وغيرها من العناصر. بهذا يمكنك المفاضلة بين الموردين واختيار أنسبهم لاحتياجك، والاحتفاظ ببقية الاقتراحات للمستقبل.
3. التواصل الأولي مع الموردين
بعد جمع قائمة الموردين المحتملين، تواصل معهم للحصول على عرض سعر. ناقش معهم جميع التفاصيل التي تهمك، وتفاوض معهم على الأسعار، حتى يكون لديك في النهاية اختيارات حقيقية يمكنك المفاضلة بينها لتحديد اختيارك النهائي.
4. الاتفاق النهائي
بعد اختيار المورد/ الموردين انتقل إلى مرحلة إتمام الاتفاق النهائي، وما يتضمنه ذلك من إجراءات، مثلًا توقيع عقود الاتفاق وبدء عملية التوريد الأولى. قيِّم العملية وشارك ملاحظاتك مع المورد/ الموردين بهدف تحسين التجربة والوصول بها إلى أفضل مستوى بمرور الوقت.
لا يقتصر الأمر فقط على وجود مكان للتصنيع، لكن أيضًا وجود مكان مناسب للتخزين السليم للمنتجات. لاحظ أن بعض المنتجات قد تكون لها طبيعة خاصة في التخزين، ولهذا حسب احتياجات عمليات تصنيع وبيع منتجاتك، حدد مكان التخزين المناسب.
من المهم أيضًا الحرص على التفكير في حجم العمليات المتوقع، بحيث تضمن أن يسع المخزن احتياجاتك، ولا تنسَ أن يكون الوصول إليه سهلًا، بحيث لا تطول عمليات التسليم من/ إلى المخزن. ليس شرطًا أن تمتلك مخزنًا واحدًا، بل يمكن الاعتماد على أكثر من واحد، مع التأكد من توفر جميع الشروط في المخزن.
كذلك استخدم برنامجًا متخصصًا في إدارة المخزون؛ لأنه سيكون مرجعك لإدارة عملياتك، فتعرف من خلاله أي معلومات تحتاج إليها، مثلًا هل يوجد مخزون حاليًا أم لا؟ والكمية المتوفرة بالضبط، لتتخذ القرارات الصحيحة بشأن شراء موارد جديدة في التوقيت المناسب.
الشحن هو ركن أساسي في التجارة الإلكترونية، ولأنه من الصعب على المتاجر تولي عملية الشحن داخليًا لارتفاع التكلفة وتعقد العمليات الخاصة بها وصعوبة التوصيل إلى أماكن مختلفة، فغالبًا تلجأ المتاجر الإلكترونية إلى شركة شحن تتولى مسئولية شحن المنتجات إلى العملاء.
يوجد العديد من شركات الشحن التي يمكنك التعاقد معها، ولأن اختيار الشركة قد يكون أمرًا معقدًا قليلًا، فإليك أهم النصائح لاختيار شركة الشحن المناسبة:
1. اعرف جميع تفاصيل العمل
توجد تفاصيل أساسية تنظم عمل شركات الشحن، منها مثلًا:
كل هذه التفاصيل مهمة لك، ويجب معرفتها لتقييم شركة الشحن جيدًا.
2. راجع النطاق الجغرافي لتغطية الشركة
تؤكد أغلب الشركات أنها تشحن لك منتجاتك لكل مكان في مصر، وبعضها حتى يشحن المنتجات محليًا ودوليًا.
تأكد أولًا من معرفة النطاق الجغرافي للشركة، وثانيًا تأكد من قوة هذه التغطية، لأن أداء بعض الشركات يتفاوت باختلاف منطقة الشحن، فبعض الشركات مثلًا قد تكون خيارًا مناسبًا للشحن في القاهرة، بينما لا ينطبق الأمر نفسه على الشحن للصعيد.
3. تأكد من قوة الدعم الفني وخدمة العملاء
الدعم الفني للشركة هو المساعد الأول لتمكينك من حل المشكلات، وكثير من مشاكل أصحاب المتاجر الإلكترونية مع شركات الشحن سببها هو ضعف الدعم الفني وخدمة العملاء في الشركة، وأنهم لا يقدمون حلولًا للمشكلات التي يواجهونها.
لذلك تأكد من معرفتك بمستوى قوة الدعم الفني للشركة، ولا تخدعك الوعود التي تقدمها الشركات عند بدء التعاقد.
4. اسأل عن تجارب الآخرين
لا تكتفِ بما جمعته من معلومات، بل اهتم أيضًا بمعرفة تجارب حقيقية لعملاء آخرين، فهي أداة قوية لتقييم الشركة والتأكد من صدق وعودها. ليس شرطًا أن تتخذ قرارك بناءً على هذه التجارب، لكن بالطبع ضعها في الحسبان كعامل مهم للتقييم.
5. تعاقد مع أكثر من شركة
من الجيد ألا تكتفِ بشحن منتجاتك مع شركة واحدة فقط، بل تعاقد مع أكثر من شركة إذا كان ذلك متاحًا، لأن ذلك سيضمن لك استمرارية عمليات متجرك دائمًا، واحرص قدر الإمكان على اختيار شركات مختلفة مميزة في أكثر من نطاق جغرافي، بذلك تضمن جودة الشحن إلى جميع الأماكن التي تستهدفها في متجرك.
نختتم خطوات التأسيس بالجزء الأهم وهو كيفية جمع الأموال من العملاء، لأنه بعكس الشراء من المتاجر التقليدية التي تعتمد على خيار أساسي هو الدفع عند الشراء، فالمتاجر الإلكترونية تحتاج إلى خيارات متنوعة، سواء في الشراء قبل أو عند الاستلام.
احرص على توفير خيارات متنوعة للدفع، لا سيما تلك الخيارات التي يستخدمها عملاؤك باستمرار، ومن أهم هذه الخيارات:
إذا وجدت هذه العملية مرهقة وتصعب عليك إدارة عملياتك، فيمكنك التعاقد مع بوابة دفع متخصصة تتولى مسئولية الدفع والتعاقد مع الخيارات المختلفة للدفع التي أشرنا إليه. قارن بين بوابات الدفع من حيث:
ومثلما هو الحال في اختيار شركة الشحن، فاستعِن بتجارب الآخرين لتقييم بوابة الدفع قبل اختيارها، لضمان جودة الخدمة قدر الإمكان.
تركز الخطوات السبع الماضية على أهم أساسيات بناء المتجر الإلكتروني، ونلحقها هنا بمجموعة نصائح أساسية ستساعدك على تحقيق النجاح في بناء متجرك الإلكتروني.
1. اختر المنصة الأنسب لاحتياجاتك
يتساءل أصحاب المتاجر دائمًا عن أي المنصات أنسب لبناء متجرهم، ولأن الخيارات متنوعة تكون الإجابات كذلك أيضًا، ويجد السائل نفسه في حيرة. في الحقيقة عليك أن تعرف أولًا أنه لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع، ولا يوجد خيار مثالي، كل خيار له مميزات وعيوب، وبالتالي لا تختَر فقط بناءً على ترشيحات الآخرين.
ادمج بين حاضرك ومستقبلك في الاختيار، بمعنى ابدأ بما يناسب وضعك الآن، وضع في الحسبان ما سيأتي لاحقًا. فكر في حجم العمل المتوقع والميزانية المتاحة لديك، واختر المنصة التي تتفق مع هذه العناصر، ومع الوقت طور على المنصة لاستيعاب التطور والنمو في العمل.
2. تعلم من التجارب الرائدة في سوق التجارة الإلكترونية
حسب تقرير شركة Mordor Intelligence المتخصصة في دراسات السوق، فإن اللاعبين الأساسيين في سوق التجارة الإلكترونية في مصر: أمازون، العربي، بي تك، أل سي وايكيكي. يمكنك الاستفادة من هذه المعلومة ودراسة هذه التجارب الرائدة للتعلم منها.
وهنا لا نقصد محاولة بناء منصة مشابهة كليًا، لكن سيفيدك كثيرًا دراسة هذه المنصات لمعرفة لماذا تستقطب الجمهور، مثلًا كيفية ترويجها للمنتجات والعروض التي تقدمها للجمهور وغيرها من العوامل. ستمنحك هذه التجارب رؤى متنوعة تستفيد منها في بناء متجرك.
3. ادرس السوق جيدًا
وجود فكرة ما تعتقد أنها ناجحة لا يكفي للنجاح؛ إذ تشير الإحصاءات أن 42% من المشروعات الناشئة تفشل لأنها تقدم منتجًا لا أحد يحتاج إليه في السوق، وهي النسبة الأكبر.
لذا، قبل المضي قدمًا في تنفيذ فكرتك، ادرس السوق جيدًا والاتجاهات الجديدة به، سيمكنك ذلك من معرفة وجود احتياج حقيقي لفكرتك أو لا، وسيمنحك أيضًا معلومات ورؤى يمكنك الاستفادة منها في بناء متجرك.
ركز على تحليل المنافسين في مجال عملك، اعرف الكيفية التي استخدموها في بناء المنصة الخاصة بهم، وحلل طريقة تصميم تجربة المستخدم لديهم في المنصة، واجمع معلومات عن المنتجات التي يبيعونها، باختصار اجمع كل البيانات التي تفيدك لبناء متجرك.
4. اختبر فكرتك قبل البدء أو التوسع
في نهاية التسعينيات من القرن الماضي فكَّر نيك سوينمورن في عمل منصة تضم مجموعة من بائعي الأحذية الموجودين في أرض الواقع. لم يكن نيك متأكدًا من نجاح الفكرة، لأنه على الرغم من إقبال الناس على شراء المنتجات أونلاين وقتها، لكنه لم يعرف هل سينطبق الأمر على الأحذية أو لا، لا سيما وأن المستخدم لم تسنح له فرصة قياس أو تجربة الحذاء قبل شرائه.
لذلك، بدلًا من بناء المنصة وإنفاق العديد من الأموال، قرر نيك البدء بطريقة مختلفة، حيث صمم موقعًا بسيطًا ليستخدمه في البيع وخدمة العملاء، وبدلًا من شراء الأحذية أو التعاقد مع البائعين، التقط مجموعة صور للأحذية التي يفضلها من بائعين محليين في بلدته، وعرضها على الموقع مع معلومات عنها، مثل المقاسات المتوفرة والألوان وغيرها.
وعندما يقرر أحد المستخدمين شراء حذاء ما، يذهب نيك إلى المتجر ويشتري الحذاء ثم يشحنه إلى المستخدم. واستمر في فعل هذه المهام بمفرده، وفي النهاية عندما انتهى من اختبار فكرته، وتأكد من وجود فرصة لنجاحها، بدأ في تنفيذ عمله بالصورة التي خطط لها من البداية.
الشركة التي نتحدث عنها هي شركة Zappos التي استحوذت عليها أمازون بعد عشر سنوات من تأسيسها بقيمة 1.2 مليار دولار. وما فعله نيك هو أحد الأمثلة المقصودة لمسألة اختبار الفكرة قبل بناء المتجر الإلكتروني والتوسع في تنفيذ فكرته.
عندما تبدأ من الجيد أن تركز على اختبار فكرتك أولًا قبل التوسع في تنفيذها، فهذا يساعدك على التأكد من جودة الفكرة فعلًا وإقبال المستخدمين عليها، ويقلل من خطر فشل الفكرة، فحتى إذا لم تنجح، فأنت لم تخسر الكثير في التنفيذ.
5. ركز على تجربة المستخدم في المنصة
لا يقتصر بناء المتجر الإلكتروني على جوانب التطوير البرمجية فقط، لكن أيضًا يوجد جانب مهم يؤثر على نجاح المنصة وهو تجربة المستخدم. يوجد العديد من النقاط التي يمكنك التركيز عليها لبناء تجربة مستخدم احترافية كالآتي:
6. استثمر في فريق عمل قوي لمتجرك
فريق العمل الناجح هو الأساس الذي يقود بناء متجرك الإلكتروني، لأنك إذا استثمرت فقط في الجانب التقني لبناء المنصة، والتعاقدات مع مقدمي خدمات الشحن والدفع والتوريد، فأنت قد بنيت متجرًا قويًا من ناحية التقنية والعمليات، لكن هذا ليس شرطًا للنجاح والاستمرارية، بل هذه الأمور تعتمد بالأساس على فريق العمل.
لذا، استثمر في فريق عمل قوي لمتجرك، وتأكد من وجود الوظائف الأساسية التي يحتاجها متجرك، مثل: متابعة العمليات اليومية، التسويق والمبيعات، خدمة العملاء. وقدم دعمًا مستمرًّا لهم في أداء أعمالهم، ووفر لهم ما يحتاجونه لتقديم أفضل أداء.
7. استفِد من الأدوات والبرمجيات المتخصصة
يوجد العديد من الأدوات المتخصصة التي يمكنك استخدامها في متجرك، مثل: أدوات وبرمجيات إدارة العلاقات مع العملاء، متابعة المخزون، التسويق والمبيعات، وهذه الأدوات تمنحك كفاءة في أداء مهامك، وتساعد فريق عملك على إنجاز المطلوب منه بفاعلية، إلى جانب أنها قد تكون حلًا لتقليل التكاليف.
احرص على تحليل احتياجات العمل، وكذلك سؤال الفريق عن الأدوات التي يرون أنها تناسب احتياجاتهم، واعمل على توفيرها وتخصيص جزء من ميزانيتك لها. ولا تنظر إليها على أنها تكلفة يدفعها متجرك، بل هي استثمار يعزز من نجاحه.
ختامًا، ندرك بالطبع أن بناء المتجر الإلكتروني ليس عملية سهلة، لذلك تعد هذه الخطوات السبعة بمثابة حجر الأساس وخارطة الطريق لبناء متجر إلكتروني ناجح، كل ما عليك فعله هو تنفيذ كل خطوة بكفاءة، واتباع النصائح الإضافية لمساعدتك على إدارة عملك بفاعلية.